الدرس السادس : موت أبي طالب وخديجة رضي الله عنها والخروج إلى الطائف

الدرس السادس : موت أبي طالب وخديجة رضي الله عنها والخروج إلى الطائف

 

لَمّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ نَزَلُوا بَلَدًا أَصَابُوا بِهِ أَمْنًا وَقَرَارًا ، وَأَنّ النّجَاشِيّ قَدْ مَنَعَ مَنْ لَجَأَ إلَيْهِ مِنْهُمْ وَأَنّ عُمَرَ قَدْ أَسْلَمَ ، فَكَانَ هُوَ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ – وَكَانَ أسْلَمَ قَبْلَهُ - مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَصْحَابِهِ , وَجَعَلَ الْإِسْلَامُ يَفْشُو فِي الْقَبَائِلِ ؛ اجْتَمَعُوا وَائْتَمَرُوا ( بَيْنَهُمْ ) أَنْ يَكْتُبُوا كِتَابًا يَتَعَاقَدُونَ فِيهِ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِيّ الْمُطّلِبِ عَلَى أَنْ لَا يُنْكِحُوا إلَيْهِمْ وَلَا يُنْكَحُوهُمْ وَلَا يَبِيعُوهُمْ شَيْئًا ، وَلَا يَبْتَاعُوا مِنْهُمْ .

فَلَمّا اجْتَمَعُوا لِذَلِكَ كَتَبُوهُ فِي صَحِيفَةٍ ثُمّ تَعَاهَدُوا وَتَوَاثَقُوا عَلَى ذَلِكَ ثُمّ عَلّقُوا الصّحِيفَةَ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ تَوْكِيدًا عَلَى أَنْفُسِهِمْ .

فَلَمّا فَعَلَتْ ذَلِكَ قُرَيْشٌ انْحَازَتْ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطّلِبِ إلَى أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، فَدَخَلُوا مَعَهُ فِي شِعْبِهِ وَاجْتَمَعُوا إلَيْهِ وَخَرَجَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أَبُو لَهَبٍ عَبْدُ الْعُزّى بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، إلَى قُرَيْشٍ ، فَظَاهَرَهُمْ . فَأَقَامُوا عَلَى ذَلِكَ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، حَتّى جَهَدُوا , لَا يَصِلُ إلَيْهِمْ شَيْءٌ إلّا سِرّا مُسْتَخْفِيًا بِهِ مَنْ أَرَادَ صِلَتَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ .

قُلْتُ: دَخَلَ بَنُو هَاشِمٍ فِي شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ مُسْلِمُوهُم وَكَافِرُهُم ؛ أَمَّا المُسْلِمُ فَإيمَانَاً وَيَقِينَاً , وَأَمَّا الكَافِرُ فَأنَفَةً وَحَمِّيَّةً , وَدَخَلَ مَعَ بَنِي هَاشِمٍ بَنُو المُطَّلِبِ أَبْنَاء عُمُومَتِهِم , وَفَارَقَهُم بَنُو عُمُومَتِهِم الأخَرُونَ ؛ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنُو نَوْفَلٍ , وَهَؤلاءِ الأَرْبَعَةُ - هَاشِمٌ وَالمُطَّلِبُ وَعَبْدُ شَمْسٍ وَنَوْفَلٌ - هُمْ أَبْنَاءُُ عَبْدِ مَنَافِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ .

قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي ( لاَمِيَّتَهُ ) المُشْهُورَةِ , يَذُمُّ بَني عَبْدِ شَمْسٍ وَبَني نَوْفَلٍ حَيثُ خَذَلُوهُم وَانْحَازُوا إلَى خُصُومِهِم :

جَزَى اللّهُ عَنَّا عَبْدَ شَمْسٍ وَنَوْفَلًا *** عُقُوبَةَ شَرٍّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلِ

وَلِهَذَا جَعَلَ النَّبيُّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي المُطَّلِبِ شيئاً واحداً , كَمَا فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ قَالَ : مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ وَتَرَكْتَنَا , وَنَحْنُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْكَ فَقَالَ : إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ .

قَالَ جُبَيْرٌ : وَلَمْ يَقْسِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي نَوْفَلٍ شَيْئًا (1) .

قُلْتُ : وَهَذَا يُؤَكِدُ ثُبُوتَ المُقَاطَعَةِ وَالحِصَارِ فِي الشِعْبِ , وَيَدُلُّ عَليهِ أِيْضَاً حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِمِنًى:

نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِى كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ .

وَذَلِكَ إِنَّ قُرَيْشًا وَبَنِى كِنَانَةَ تَحَالَفَتْ عَلَى بَنِى هَاشِمٍ وَبَنِى الْمُطَّلِبِ أَنْ لاَ يُنَاكِحُوهُمْ وَلاَ يُبَايِعُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . يَعْنِى بِذَلِكَ الْمُحَصَّبَ (2) .

ثُمّ إنّهُ قَامَ فِي نَقْضِ تِلْكَ الصّحِيفَةِ الّتِي تَكَاتَبَتْ فِيهَا قُرَيْشٌ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِيّ الْمُطّلِبِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَلَمْ يُبْلَ فِيهَا أَحَدٌ أَحْسَنَ مِنْ بَلَاءِ هِشَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ العَامِريِّ ، وَذَلِكَ أَنّهُ كَانَ ابْنَ أَخِي نَضْلَةَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ لِأُمّهِ فَكَانَ هِشَامٌ لِبَنِي هَاشِمٍ وَاصَلًا ، وَكَانَ ذَا شَرَفٍ فِي قَوْمِهِ , فَكَانَ يَأْتِي بِالْبَعِيرِ وَبَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطّلِبِ فِي الشّعْبِ لَيْلًا ، قَدْ أَوْقَرَهُ طَعَامًا ، حَتّى إذَا أَقْبَلَ بِهِ فَمَ الشّعْبِ خَلَعَ خِطَامَهُ مِنْ رَأْسِهِ ثُمّ ضَرَبَ عَلَى جَنْبِهِ فَيَدْخُلُ الشّعْبَ عَلَيْهِمْ ثُمّ يَأْتِي بِهِ قَدْ أَوْقَرَهُ بَزّا ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ .

ثُمّ إنّهُ مَشَى إلَى زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ المَخْزُوميِّ، وَكَانَتْ أُمّهُ عَاتِكَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، فَقَالَ يَا زُهَيْرُ ، أَقَدْ رَضِيتَ أَنْ تَأْكُلَ الطّعَامَ وَتَلْبَسَ الثّيَابَ وَتَنْكِحَ النّسَاءَ وَأَخْوَالُك حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ لَا يُبَاعُونَ وَلَا يُبْتَاعُ مِنْهُمْ وَلَا يَنْكِحُونَ وَلَا يُنْكَحُ إلَيْهِمْ ؟

أَمَا إنّي أَحْلِفُ بِاَللّهِ أَنْ لَوْ كَانُوا أَخْوَالَ أَبِي الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ ، ثُمّ دَعَوْتَهُ إلَى مِثْلِ مَا دَعَاك إلَيْهِ مِنْهُمْ مَا أَجَابَك إلَيْهِ أَبَدًا .

قَالَ وَيْحَك يَا هِشَامُ فَمَاذَا أَصْنَعُ ؟ إنّمَا أَنَا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَاَللّهِ لَوْ كَانَ مَعِي رَجُلٌ آخَرُ لَقُمْت فِي نَقْضِهَا حَتّى أَنْقُضَهَا .

قَالَ قَدْ وَجَدْت رَجُلًا قَالَ فَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ أَنَا ، قَالَ لَهُ زُهَيْرٌ أَبْغِنَا رَجُلًا ثَالِثًا .

فَذَهَبَ إلَى الْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَقَالَ لَهُ يَا مُطْعِمُ أَقَدْ رَضِيتَ أَنْ يَهْلِكَ بَطْنَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأَنْتَ شَاهِدٌ عَلَى ذَلِكَ مُوَافِقٌ لِقُرَيْشِ فِيهِ . أَمَا وَاَللّهِ لَئِنْ أَمْكَنْتُمُوهُمْ مِنْ هَذِهِ لَتَجِدُنّهُمْ إلَيْهَا مِنْكُمْ سِرَاعًا .

قَالَ وَيْحَك فَمَاذَا أَصْنَعُ إنّمَا أَنَا رَجُلٌ وَاحِدٌ .

قَالَ قَدْ وَجَدْت ثَانِيًا ؛ قَالَ مَنْ هُوَ ؟ قَالَ أَنَا ، قَالَ أَبْغِنَا ثَالِثًا ، قَالَ قَدْ فَعَلْتُ قَالَ مَنْ هُوَ ؟

قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيّةَ ، قَالَ أَبْغِنَا رَابِعًا .

فَذَهَبَ إلَى الْبَخْتَرِيّ بْنِ هِشَامٍ فَسَأَلَ لَهُ نَحْوًا مِمّا قَالَ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيّ ، فَقَالَ وَهَلْ مِنْ أَحَدٍ يُعِينُ عَلَى هَذَا ؟

قَالَ نَعَمْ . قَالَ مَنْ هُوَ ؟ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيّةَ ، وَالْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيّ ، وَأَنَا مَعَك ، قَالَ أَبْغِنَا خَامِسًا .

فَذَهَبَ إلَى زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطّلِبِ بْنِ أَسَدٍ ، فَكَلَّمَهُ, وَذَكَرَ لَهُ قَرَابَتَهُمْ وَحَقَّهُمْ فَقَالَ لَهُ وَهَلْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ الّذِي تَدْعُونِي إلَيْهِ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَ نَعَمْ . ثُمّ سَمَّى لَهُ الْقَوْمَ .

فَاتّعَدُوا خَطْمَ الْحَجُونِ لَيْلًا بِأَعْلَى مَكّةَ ، فَاجْتَمَعُوا هُنَالِكَ . فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَتَعَاقَدُوا عَلَى الْقِيَامِ فِي الصّحِيفَةِ حَتّى يَنْقُضُوهَا ، وَقَالَ زُهَيْرٌ : أَنَا أَبْدَؤُكُمْ فَأَكُونُ أَوّلَ مَنْ يَتَكَلّمُ .

فَلَمّا أَصْبَحُوا غَدَوْا إلَى أَنْدِيَتِهِمْ وَغَدَا زُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيّةَ عَلَيْهِ حُلّةٌ فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا ، ثُمّ أَقْبَلَ عَلَى النّاسِ فَقَالَ يَا أَهْلَ مَكّةَ ! أَنَأْكُلُ الطّعَامَ وَنَلْبَسُ الثّيَابَ وَبَنُو هَاشِمٍ هَلْكَى لَا يُبَاعُ وَلَا يُبْتَاعُ مِنْهُمْ وَاَللّهِ لَا أَقْعُدُ حَتّى تُشَقّ هَذِهِ الصّحِيفَةُ الْقَاطِعَةُ الظّالِمَةُ . قَالَ أَبُو جَهْلٍ : وَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ : كَذَبْتَ وَاَللّهِ لَا تُشَقُّ . قَالَ زَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ : أَنْتَ وَاَللّهِ أَكْذَبُ مَا رَضِينَا كِتَابَهَا حَيْثُ كُتِبَتْ. قَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيّ صَدَقَ زَمْعَةُ ، لَا نَرْضَى مَا كُتِبَ فِيهَا ، وَلَا نُقِرّ بِهِ . قَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيّ : صَدَقْتُمَا وَكَذَبَ مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ نَبْرَأُ إلَى اللّهِ مِنْهَا ، وَمِمّا كُتِبَ فِيهَا . قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ . فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَذَا أَمْرٌ قُضِيَ بِلَيْلِ, تُشُووِرَ فِيهِ بِغَيْرِ هَذَا الْمَكَانِ .

فَقَامَ الْمُطْعِمُ إلَى الصّحِيفَةِ لِيَشُقّهَا ، فَوَجَدَ الْأَرَضَةَ قَدْ أَكَلَتْهَا ، إلّا " بِاسْمِك اللّهُمّ " .

 

قُلْتُ : وَفَشِِلَتْ سِيَاسَةُ الحِصَارِ وَالتَّجْوِيعِ وَالمُقَاطَعَةِ التِى فَرَضَهَا المُشْرِكُونَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ , وَلَكِنْ مَا إنْ خَرَجَ بَنُو هَاشِمٍ مِن الشِعْبِ وَانْتَهَى الحِصَارُ الآثِمُ حَتَّى تُوفِي أَبُو طَالِبٍ , فَكَانَ وَقْعَاً أَلِيمَاً فِي نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَزَادَ الأَمْرُ أَلَمَاً وَأَسَفَاً أَنْ أَبَا طَالِبٍ مَاتَ عَلَى الشِّرْكِ , وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرِيصَاً عَلَى إسْلاَمِهِ وَطَامِعَاً فِيهِ . فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } القصص (56)

لَقَدْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ شَدِيدَ المَحَبَةِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ يَحَوطُهُ وَينْصُرُهُ وَيَغْضَبُ لَهُ , وَلَقَد نَالَتْ قُرَيْشٌ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْأَذَى مَا لَمْ تَكُنْ تَطْمَعُ بِهِ فِي حَيَاةِ أَبِي طَالِبٍ . وَمَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُسْلِمَ أَبُو طَالِبٍ , وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ , مَعَ أَنْ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَعْلَمُ فِي قَرَارَةِ نَفْسِهِ أَنْ الإسْلاَمَ حَقٌّّّ وَأَنَّهُ خَيرُ دِينٍ , وَلَكِنَّهُ آثَرَ البَقَاءَ عَلَى الشِّرْكِ وَعَلَى دِينِ آبَائِهِ وَأَجْدَادِهِ لِعِلَّةٍ أبْدَاهَا فِي قَولِهِ مُخَاطِباً النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

وَاللهِ لَنْ يَصِلُوا إِليكَ بَجَمْعِهِم ... حَتَّى أُوَسَّدَ فِي التُّرَابِ دَفِينا

فَاصْدَعْ بِأَمْرِكَ مَا عَلَيكَ غَضَاضَةٌ ... أَبْشِرْ وَقَرَّ بِذَاكَ مِنْكَ عُيوناً

وَدَعَوتَنِي، وَعَرَفْتُ أنّكَ نَاصِحِي ... وَلَقَدْ صَدَقْتَ، وكنتَ قِدْمُ أمِيناً

وَعَرَضْتَ دِيناً قَدْ عَرَفْتُ بأنّهُ ... مِنْ خَيرِ أَدْيَانِ البَرِيَّةِ دِيناً

لَوَلا المَلاَمةُ أَوْ حِذَاريَ سُبَّةً ... لَوَجَدْتَنِي سَمْحَاً بِذَاكَ مُبِيناً

 

وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِى أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : يَا عَمِّ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ .

فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى أُمَيَّةَ : يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدُ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : أَمَا وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ .

فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِى قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }.

وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِى أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (3).

إنَّ نُصْرَةَ أَبِي طَالِبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَعَتْهُ فِي الآخِرَةِ , وَلَكِنْ لَيْسَ النَّفْعَ التَّامَّ المُخْرِجَ مِن النَّارِ , بَلْ فِي تَخْفِيفِ العَذَابِ عَنْهُ , مَعَ خُلُودِهِ فِي النَّارِ – والعِياذُ بِاللهِ –

فَعَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَىْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ هُوَ فِى ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّار (4)ِ .

وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ : لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ فِى ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِى مِنْهُ دِمَاغُهُ (5) .

وَفَاةُ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا

وَفِي العَامِ نَفْسِهِ تُوفِيتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا , فَتَتَابَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَصَائِبُ بِِمَوْتِ خَدِيجَةَ وَكَانَتْ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ عَلَى الْإِسْلَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا, وَبِهُلْكِ عَمّهِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ لَهُ عَضُدًا وَحِرْزًا فِي أَمْرِهِ وَمَنَعَةً وَنَاصِرًا عَلَى قَوْمِهِ وَذَلِكَ قَبْلَ مُهَاجَرِهِ إلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ .

خُرُوجُ النَّبِيِّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الطَّائِفِ

وَلَمّا هَلَكَ أَبُو طَالِبٍ نَالَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْأَذَى مَا لَمْ تَكُنْ تَنَالُ مِنْهُ فِي حَيَاةِ عَمّهِ أَبِي طَالِبٍ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الطّائِفِ ، يَلْتَمِسُ النّصْرَةَ مِنْ ثَقِيفٍ ، وَالْمَنَعَةَ بِهِمْ مِنْ قَوْمِهِ وَرَجَاءَ أَنْ يَقْبَلُوا مِنْهُ مَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ اللّهِ عَزّ وَجَلّ فَخَرَجَ إلَيْهِمْ وَحْدَهُ . فَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ وَكَلّمَهُمْ بِمَا جَاءَهُمْ لَهُ مِنْ نُصْرَتِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْقِيَامِ مَعَهُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ مِنْ قَوْمِهِ, فَلَمْ يَفْعَلُوا ، وَأَغْرَوْا بِهِ سُفَهَاءَهُمْ وَعَبِيدَهُمْ يَسُبُّونَهُ وَيَصِيحُونَ بِهِ بَلْ رَمَوْهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى أدْمَوْا قَدَمَيهِ الشَّرِيفَتَينِ (6) .

ثُمّ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ انْصَرَفَ مِنْ الطّائِفِ رَاجِعًا إلَى مَكّةَ حِينَ يَئِسَ مِنْ خَيْرِ ثَقِيفٍ .

 

قُلْتُ: لَمْ تَزَلْ ذِكْرَى حَادِثَةِ ثَقِيفٍ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَدْ سَأَلَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ ؟

فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ (7) إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ (8) فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ . فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ , فَقَالَ : ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ, إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ ( وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ قَالَ : وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِى رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِى بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ , إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ ) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا (9) .

ثُمّ قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَكّةَ ، وَقَوْمُهُ أَشَدّ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ خِلَافِهِ وَفِرَاقِ دِينِهِ إلّا قَلِيلًا مُسْتَضْعَفِينَ مِمّنْ آمَنَ .

فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ فِي الْمَوَاسِمِ إذَا كَانَتْ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ يَدْعُوهُمْ إلَى اللّهِ وَيُخْبِرُهُمْ أَنّهُ نَبِيّ مُرْسَلٌ وَيَسْأَلُهُمْ أَنْ يُصَدّقُوهُ وَيَمْنَعُوهُ حَتّى يُبَيّنَ لَهُمْ اللّهُ مَا بَعَثَهُ بِهِ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عَبّاسٍ ، قَالَ سَمِعْت رَبِيعَةَ بْنَ عِبَادٍ يُحَدّثُهُ أَبِي ، قَالَ إنّي لَغُلَامٌ شَابّ مَعَ أَبِي بِمِنًى ، وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقِفُ عَلَى مَنَازِلِ الْقَبَائِلِ مِنْ الْعَرَبِ ، فَيَقُولُ يَا بَنِي فُلَانٍ إنّي رَسُولُ اللّهِ إلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَخْلَعُوا مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ هَذِهِ الْأَنْدَادِ وَأَنْ تُؤْمِنُوا بِي ، وَتُصَدّقُوا بِي ، وَتَمْنَعُونِي ، حَتّى أُبَيّنَ عَنْ اللّهِ مَا بَعَثَنِي بِهِ .

قَالَ : وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ وَضِيءٌ لَهُ غَدِيرَتَانِ عَلَيْهِ حُلّةٌ عَدَنِيّةٌ .

فَإِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ قَوْلِهِ وَمَا دَعَا إلَيْهِ قَالَ ذَلِكَ الرّجُلُ يَا بَنِي فُلَانٍ إنّ هَذَا إنّمَا يَدْعُوكُمْ أَنْ تَسْلُخُوا اللّاتَ وَالْعُزّى مِنْ أَعْنَاقِكُمْ وَحَلْفَاءَكُمْ مِنْ الْجِنّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أُقَيْشٍ إلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْبِدْعَةِ وَالضّلَالَةِ فَلَا تُطِيعُوهُ وَلَا تَسْمَعُوا مِنْهُ .

قَالَ فَقُلْت لِأَبِي : يَا أَبَتِ مَنْ هَذَا الّذِي يَتْبَعُهُ وَيَرُدّ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ ؟

قَالَ هَذَا عَمّهُ عَبْدُ الْعُزّى بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، أَبُو لَهَب (10 ) .

قُلْتُ : بَعْدَ مَوْتِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا, تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا, وَدَخَلَ بِهَا وَهو بِمَكَّةَ قَبْلَ الهِجْرَةِ, وَعَقَدَ فِي الوَقْتِ نَفْسِهِ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا, وَلَهَا سِتُّ سَنَوَاتٍ, وَدَخَلَ بِهَا بَعْدَ الهِجْرَةِ بِالمَدِينَةِ وَلَهَا تِسْعُ سَنَوَاتٍ .

وَيَرَى الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ أنَّ العَقْدَ عَلى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا, كَانَ قَبْلَ الدُّخُولِ عَلى سَوْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا . وَقَدْ تَقَدَّمَ أنَّ سَوْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا, كَانَتْ مُتَزَوِّجَةً مِنْ السَّكْرَانِ بنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهَ, أخِي سُهَيلِ بنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهَ , وَأنَّهَا هَاجَرَتْ مَعَهُ إلى الحَبَشَةِ, ثُمَّ تُوفِي عَنْهَا بِمَكَّةَ قَبْلَ الهِجْرَةِ .

 

ــــــ

الحاشية :

(1) أخرجه البخاري ( 4229 ) .

وجبير بن مُطعم رضي الله عنه من بني نوفل , وعثمان بن عفان رضي الله عنه من بني عبدشمس .

(2) أخرجه البخاري ( 1590 ) , ومسلم ( 1314 )

(3) أخرجه البخاري ( 1360 ) , ومسلم ( 24 )

(4) أخرجه البخاري ( 3883 ) , ومسلم ( 209 )

(5) أخرجه البخاري ( 3885 ) , ومسلم ( 210 )

(6) ليعلمَ الدعاةُ إلى الله أن الطريق وَعِرٌ, ليس مفروشاً بالورود .

(7) المراد : عقبة الطائف .

(8) هو قرْن المنازل , ميقات أهل نجد , بين مكة والطائف , وهو إلى الطائف أقرب . ويسمَّى اليوم : السيل الكبير .

(9) أخرجه البخاري ( 3231 ) , ومسلم ( 1795 ) . واللفظ للبخاري

(10) حسين بن عبدالله ضعيف الحديث . لكن للحديث طرق أخرى صحيحة أخرجها أحمد في المسند ( 4 / 341 ) , وابنه عبدالله في زوائد المسند ( 3 / 391 – 393 )